اخبار العالم
اخبار العالم
بدأت بـ12 زوجاً من الأحذية بهدف منافسة الأخوين الألمانيين.. قصة ولادة Nike
كلف تصميم شعار شركة نايكي الشهير 35 دولاراً فقط، وكانت الدفعة الأولى التي باعها صاحبها فيل نايت عبارة عن 12 زوجاً من الأحذية، أما الاستثمار الأول فكانت قيمته 500 دولار من نايت، و500 أخرى من شريكه بيل باورمان، واليوم تتجاوز عائدات Nike 34 مليار دولار سنوياً، فكيف حققت الشركة كل هذا النجاح؟ وكيف ساهمت الظروف السياسية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية في ولادة أكبر شركة للمنتجات الرياضية بالولايات المتحدة؟
قصة نجاح شركة نايكي
يؤمن فيل نايت الذي درس إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه من الصعب أن تصبح رجل أعمال مميزاً ما لم تكن تملك أفكاراً مميزة، وقد كان لدى فيل فكرة رائعة بالفعل.
وفقاً لموقع Start Business Journey فقد كان فيل عداء مسافات طويلة في فريق الجامعة، اعتاد أن يرتدي أحذية Adidas و Puma الألمانية الشهيرة، والتي كانت شائعة للغاية في الولايات المتحدة آنذاك.
في ذلك الوقت، كانت الحرب العالمية الثانية بين دول المحور (ألمانيا وحلفائها) ودول الحلفاء (الولايات المتحدة وحلفائها) قد انتهت، لكن مع ذلك لا تزال الاعتبارات السياسية مسيطرة على الاقتصاد المحلي.
فقد استبدلت الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي جميع الكاميرات الألمانية التي كانت سائدة في أمريكا آنذاك بالكاميرات اليابانية، ومن هنا خطرت الفكرة ببال نايت، لِمَ لا يتم استبدال الأحذية الألمانية كذلك بالأحذية اليابانية؟ خصوصاً أن الأخوين داسلر (المؤسسيْن لشركتي أديداس وبوما) كانا يدينان بالولاء للنازية.
البداية بـ12 زوجاً من الأحذية
بعد أن تخرج فيل في الجامعة عام 1962، أصبح مهووساً بفكرة استيراد الأحذية اليابانية إلى الولايات المتحدة وجعلها منافساً قوياً للأحذية الألمانية.
لم يكن فيل يملك الخبرة الكافية التي تؤهله لإنشاء شركة استيراد من اليابان، لكنه مع ذلك قرر أن يخوض هذه المغامرة، ويبدأ بالبحث عن شركة أحذية يابانية ويتفاوض معها لاستيراد الأحذية التي كان يعتقد أنها ستلقى قبولاً في السوق الأمريكية.
وفعلاً سافر فيل إلى اليابان وبدأ باستكشاف الشركات والمتاجر في مدينة كوبي اليابانية، إلى أن عثر على متجر لفت انتباهه كان ينتمي إلى شركة تدعى Onitsuka Tiger وتميزت أحذيتها بجودتها العالية.
ذهب فيل إلى الشركة واقترح على مديرها أن يصبح موزعاً حصرياً لمنتجات الشركة في الولايات المتحدة، وبالرغم من أن صاحب الشركة قد تفاجأ بعرضه فإنه قبل به بسبب الثقة التي تحدث بها فيل.
وهكذا استلم فيل -الذي سيصبح مؤسس شركة نايكي فيما بعد- شحنته الأولى من الأحذية، وقد كانت عبارة عن 12 زوجاً من الأحذية الرياضية قام ببيعها في الولايات المتحدة بعد أن تجول على جميع العدائين الذين يعرفهم عارضاً عليهم بضاعته.
مؤسس شركة نايكي يطلب المساعدة
أدرك فيل أن فكرته وحدها لا تكفي لتطوير مشروعه، لذلك لجأ إلى طلب المساعدة من شخص من الممكن أن يساعده في تحقيق الأرباح من عملية استيراد الأحذية اليابانية، وهو مدربه السابق بيل باورمان.
كان بيل أحد أشهر المدربين في أمريكا في ذلك الوقت، حتى أنه قام بتدريب العديد من الرياضيين الأولمبيين.
وقد أعجب بأحذية Onitsuka Tiger اليابانية، ووجد أنها أحذية جديرة بالمشاركة في الأولمبياد، فاستثمر بـ500 دولار مع فيل الذي وضع 500 أخرى لاستيراد المزيد من الأحذية.
وهكذا تم استيراد الشحنة الثانية التي حققت مبيعاتها أرباحاً كانت حجر الأساس للبدء بافتتاح شركة أطلق عليها اسم Blue Ribbon Sports وتم افتتاح أول متجر خاص بها في عام 1965.
استطاع الشريكان تحقيق أرباح عالية خلال فترة قصيرة، وبينما تولى فيل الجانب التجاري، اهتم بيل بالجانب الابتكاري إذ كان دائماً ما يرسل ملاحظاته إلى الشركة اليابانية للقيام بتحسينات على الأحذية التي يتم استيرادها حتى بات فعلياً مصمم الأحذية لتلك الشركة.
وفي عام 1968 حققت الشركة أرباحاً تجاوزت قيمتها 300 ألف دولار، بفضل حذاء Cortez الذي صممه بيل وارتداه أحد المشاركين في الأولمبياد.
ولادة نايكي
لكن واجهت شركة بيل وفيل مشكلة هنا هي الزيادة الكبيرة في الطلب، فقد كانت الشركة المصنعة في اليابان تلبي الاحتياجات المحلية أولاً ثم ترسل الفائض إلى الولايات المتحدة، لكن الورقة الرابحة بيد الشريكان فالحذاء من تصميم بيل، لذلك ما إن انتهى عقدهما مع الشركة اليابانية حتى قررا افتتاح خط إنتاج مستقل خاص بهما، والانتقال من كونهما مجرد موزعين لمنتجات مستوردة إلى كونهما منتجين لبضائع أصلية.
ومن حسن حظهم أن عقدهم مع الشركة اليابانية قد انتهى قبل دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونيخ عام 1972، فبدأ الشريكان بالعمل على تصميم علامة تجارية خاصة بهما، ووقع الاختيار أخيراً على Nike وهو اسم آلهة النصر عند الإغريق.
وبحلول عام 1989، أصبحت شركة نايكي أكبر شركة ملابس رياضية في أمريكا، بسبب جودة بضائعهم وحملاتهم التسويقية الموفقة مثل حملة “Just Do It” واعتمادهم على رياضيين مبتدئين أصبحوا فيما بعد مشاهير في كل أنحاء العالم.
عربي بوست