ما معنى هذه الجملة الشامية المعروفة: والنعم.. والسبع تنعام!
في حياتنا العامة حين يسأل شخص شخصاً آخر عن اسمه أو عن عائلته يردف له بعد إجابته بعبارة (والنعم منك ومن أصلك الطيب)، كما يبالغ البعض بالقول (والسبع تنعام).
أعتقد أن معنى العبارتين يبدو واضحاً للقارئ للوهلة الأولى أي (بارك الله بك وبعائلتك) وهذا ما ستقوله عزيزي القارئ لو قمت بسؤالك عن معناه، في حين تاريخ تلك العبارة يخبرنا أمراً مختلفاً.
يذكر في المرويات الدمشقية أنه في أيام السفر برلك (أي إجبار الشبان على السفر بغرض الحرب) أو فيما عرف لاحقاً باسم (إعلان نفير آب 1914) أبرق الباب العالي في “اسطنبول” برقية للوالي العثماني في دمشق يدعوه فيها بتجهيز وتهيئة الشباب في البلدان الواقعة تحت سيطرتها بشكلٍ قسريٍّ لمواجهة أعدائها من البريطانيين وحلفائهم.
كان الوالي على “دمشق” دمثاً حسن الخلق، وقد أحبه سكانها لحسن معاملته، لهذا قام بجمع وجهاء الشام للخروج من المأزق لأن الجميع يعلم حينها أن طريق الحرب (الحرب العالمية الأولى) هو طريق دامي قد لا يرجع منه أحد على قيد الحياة.
لهذا تداول الوالي مع وجهاء “دمشق” القضية للخروج بأقل الخسائر بحيث لا يُغضب الأمر سكان الشام ويبقوا على احترامهم للوالي وبنفس الوقت لا يثير الأمر سخط الباب العالي على الوالي، فتم الاتفاق في النهاية على أن يتم تجنيد ممن لديهم سوابق وجنح من الزعران والبلطجية، لكن وقع الوالي في مشكلة أخرى وهي كيف سيميز الوالي وجنده الشبان الزعران من الشبان الصالحين، فكانت تلك مسؤولية مختار كل حي، فاحتج الوجهاء أن ذلك الأمر سيسبب لهم الكثير من المشاكل مع البلطجية حين يعلموا أنهم قاموا بالوشاية عليهم.
فتم الاتفاق على أنه حين يسأل الوالي المختار عن خلق الشاب فإن قال له المختار (والنعم) فمعناه أنه شاب بسيط ومستقيم فيعفى من الجندية، أما إن قال له (والسبع تنعام) فيعني أنه شاب شرس و صاحب سوابق ومشاكل فيتم سوقه للخدمة العسكرية والحرب (للسفر برلك).
ومنذ ذلك الحين و أهالي الشام يتناقلون تلك العبارة فيما بينهم كنوع من الحديث والثناء.