و في عام 1998 قام العلماء بدراسة الجثث المتجمدة من عام 1918 و فوجئوا بوجود عينات حية من فيروس الأنفلونزا القاتل، مما بث الرعب في صدور المحليين فأصبحوا خائفين من الأمراض المنتشرة. و السبب في المشكلة هو عدم تحلل الجثث مما جعل المقبرة ممتلئة بالكامل. و بالتالي من غير القانوني أن تموت و تدفن فيها. و في هذه الحالة، يجب على المرضى مغادرة البلدة إلى مكان آخر في النرويج لقضاء أيامهم الأخيرة هناك.
يقول جون كريستان مير من الجامعة النرويجية للعلوم و التكنولوجيا لصحيفة- -The Sun” إذا شعرت أن نهايتك قد اقتربت و آن الأوان لموتك فسيبذل الغالي و النفيس لأجل ترحيلك عن الجزيرة”. و بالرغم من هذا كله فإن عددا من الناس ولدوا هنا. و في سياق الولادة، يتم تشجيع الحوامل على مغادرة البلدة قبل موعد الولادة، علما أنه ثمة مشفى هناك!.
ربما حديثي عن هذه البلدة لم يجعلها جذابة بما يكفي لدفعكم للسفر إليها، إلا أن الموت فيها ليس السبب الوحيد في جعلها موحشة. ففي أشهر الشتاء تبقى البلدة محجوبة عن النور لمدة أربعة أشهر متواصلة مما يلفحها بموجة من الظلام الحالك. إن عدد سكانها قليل بالفعل لكنني نسيت أن أخبركم عن الدببة القطبية التي تصول و تجول في المكان مهددة حياة السكان بالخطر في أي لحظة.
لا بد لمعادلة الظلام و البرد و الموت و خطر الدببة أن تتوازن في ظل الظروف القطبية القاسية. و يتحقق ذلك بوجود الأضواء القطبية الساحرة التي تجعلك تظن بأن هناك عالما آخراً يكشف ستارته أمام عينيك. إن جمال الأضواء القطبية يستحق زيارة لمشاهدته و يفضل أن تكون زيارتكم قصيرة لتتفادوا الظروف القاسية. و تذكروا دائما أنه من الممنوع أن تموتوا هناك فلا تحاولوا الموت في تلك المنطقة القطبية!